Fascination About الاقتصاد السلوكي

Wiki Article



في سلسلة المقالات هذه سأحاول التقديم وشرح بعض المفاهيم الأساسية في الاقتصاد السلوكي وكيف يمكن لأي شخص أو مشروع استخدامه.

قد اخترنا اسم ندرة لمدونتنا، لأن الندرة هي المشكلة الأولى والأهم للاقتصاد، حيث يسعى علم الاقتصاد لدراسة العلاقة بين الموارد الاقتصاديّة من جهة، وحاجات المجتمع والأفراد من جهة أخرى، فالندرة ترتبط مع الحاجات الإنسانيّة مثل الحاجة للماء، والطعام، ولمأوى، وغيرها من الحاجات الأساسيّة الأخرى التي تُساهم باستمرار الحياة.

ما الفرق بين علم النفس والاقتصاد السلوكي؟ يدرس علم النفس السبب وراء اتخاذ الافراد لخياراتهم وقراراتهم الشخصية سواء كان مالية أو غير مالية، في حين أن علم الافتصاد السلوكي يعتبر مجالًا أكثر تخصصًا حيث يقتصر على دراسة القرارات الشخصية المتعلقة بالجانب المالي. هل هذا الجواب مفيد؟

- يكون ذو التفكير العقلاني شخصا يمكنه السيطرة على نفسه وعلى قراراته ولا تحركه عواطفه أو عوامل خارجية، وبالتالي، فهو يعلم الأفضل بالنسبة له.

يتجه العالم اليوم اتجاهاً كبيراً نحو هذا النوع من الاقتصادات الذي لا يعتمد فقط على عقل الاقتصاد؛ بل يأخذ في الحسبان أيضاً مشاعر المستهلك وعواطفه، فظهر توجُّه جديد لدى المؤسسات والشركات يدعو إلى فهم الجوانب النفسية للعملاء والعوامل العاطفية المؤثرة في قراراتهم المالية.

بدأ مجموعة من العلماء مثل تفيرسكي، ووارد إدواردز، و دانيال كانيمان، في مقارنة النماذج المعرفية لاتخاذ القرار في ظل عدم اليقين والمخاطرة بالنظريات الاقتصادية للسلوك العقلاني، في نفس الوقت بدأ تقبل فرضية المنفعة المتوقعة ونماذج المنفعة المنخفضة، هذه القوانين أسست للبناء على النماذج القياسية من خلال تطبيق المعرفة النفسية.

الاستدلال هو اختصار عقلي شائع لتبسيط حل المشاكل وتجنب الحمل المعرفي الزايد، حيث يميل البشر إلى اتخاذ قرارات أو استنتاجات أو حلول باستخدام اختصارات عقلية بدلًا من التفكير المنطقي الطويل، حيث يتمسك الأفراد في خيارات محددة قد لا تكون هي الحلول المثلى، في هذه الحالة يسهل على المستهلك الاستمرار فيما يفعله دائما بدلًا من إدراك وجود موقف أكثر فائدة.

يركز علم الاقتصاد السلوكي على دراسة تعرّف على المزيد فهم سلوك الإنسان والتلاعب به والتأثير فيه من خلال المفاهيم النفسية.

يوفر الاقتصاد السلوكي بعض البدائل عن الإنسان الاقتصادي حيث يمنح نظرة ثاقبة عن السلوك الإنساني الفردي ويوجه السياسة في جميع أنحاء العالم.

طور ثيلار نظرية المحاسبة الذهنية في عملية صنع القرار المالي، مبينًا لجوء الناس إلى صناعة القرار من خلال حسابات منفصلة في أذهانهم، مع تركيزهم على التأثيرالضيق للقرار بدلًا من تقييمهم لتأثيره الكلي.

من خلال ما سبق يمكننا القول إنَّ الاقتصاد السلوكي يدرس تأثير العوامل النفسية والعاطفية والاجتماعية والإدراكية في قرارات الشخص أو المؤسسة.

بلغ وقع البحث النظري والتجريبي الذي قام به ثيلار على مبدأ العدالة حدًّا فاعلًا جدًا.. فقد نبه إلى قوة تأثير مخاوف المستهلكين بشأن هذا المبد، حيث أثبت أن المستهلكين لهم قوة منع الشركات من رفع الأسعار في فترات ارتفاع الطلب على عكس الأمر في فترات ارتفاع التكاليف.

إلى جانب توفير نظرة مرجعية أعمق فيما يحفز السلوك البشري، فإن فهم الاقتصاد السلوكي يمكن أن يساعد الناس في ممارسة مراقبة ذاتية أكبر وتطوير عادات صحية (ممارسة المزيد من الرياضة). في كثير من الأحيان.

لو عدنا الآن إلى الاقتصاد وقواعده التقليدية، فإن نظرياته تقول بأن الإنسان كائن عقلاني ورشيد. ولكن الحالتين السابقتين أثبتتا عكس ما جاءت به هذه النظريات، ومن هنا ظهر ما يسمى بالاقتصاد السلوكي، الذي يعتمد على الاقتصاد وعلم النفس مع بعضهما ليفسر السلوك الإنساني.

Report this wiki page